شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
تابع لمعة الاعتقاد
68276 مشاهدة print word pdf
line-top
من الصفات الفعلية لله تعالى صفة الضحك

...............................................................................


من الصفات أيضا: صفة الضحك لله تعالى، في هذا الحديث: يضحك الله إلى رجلين، يقتل أحدهما الآخر، ثم يدخلان الجنة القاتل والمقتول يجتمعان في الجنة؛ وذلك لأن القاتل كان كافرا، قتل مسلما، فدخل المسلم الجنة؛ لأنه شهيد، ثم أسلم ذلك القاتل واهتدى، ولما اهتدى قاتل في سبيل الله تعالى فقتل أيضا شهيدا. فالقاتل قتل شهيدا بعد أن قتل المقتول، فكلاهما يدخل الجنة، فيكون هذا عجب، يضحك الله إلى رجلين. وصفة الضحك صفة فعلية أيضا، أثبتها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.
وفي الحديث الآخر الذي أشرنا إليه وهو قوله: عجب ربك من قنوط عباده وقرب غيره وفي رواية: وقرب خيره، ينظر إليكم أزلين قنطين، فيظل يضحك، يعلم أن فرجكم قريب أبو رزين هو الذي روى هذا الحديث، أبو رزين العقيلي يقول: وإن ربنا ليضحك؟ قال: نعم. قال: لا نعدم خيرا من رب يضحك أقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا. ذكر هذا الحديث بطوله الإمام أحمد وأورده الإمام ابن القيم في زاد المعاد وشرحه، وذكر أنه ثابت.
فهذه الأحاديث، وهذه الآيات، وما أشبهها. هذه الأحاديث مما صحت أسانيده، وعدلت رواته، نؤمن به، ولا نرده. نؤمن بهذه الأحاديث ولا نردها، ولا نجحد دلالتها؛ لأنها مروية بالأسانيد الصحيحة، ولا نتأولها بتأويل يخالف ظاهرها، كتأويل الأشعرية ونحوهم.
تأويلهم قولهم: كراهة الله: إرادة العذاب. وغضب الله: إرادة الانتقام. وأشباه ذلك مما هو رد للأحاديث، فلا نتأولها كتأويل هؤلاء المبتدعة؛ بل نقرها على ظاهرها؛ إلا أننا لا نشبهها بصفات المخلوقين؛ لقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فالمخلوق ضعيف، بمعنى: أنه ليس مثل الخالق يأتي عليه العدم، مسبوق بالعدم، يأتي على صفاته التغير، وصفة السمع قد يفقدها، وصفة البصر قد يفقدها، وصفة الكلام قد يفتقدها، وكذلك القدرة والقوة وما أشبهها، فتتغير صفاته الذاتية.
وكذلك أيضا صفاته الفعلية تليق به، ولا نشبهها بسمات المحدثين. السمة: هي العلامة. والمحدثون: هم الخلق.
ونعلم أن الله سبحانه وتعالى لا شبيه له ولا نظير، ليس له شبيه من خلقه، وليس له نظير؛ والدليل قوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قد تقدمت هذه الآية.
ثم إن كل ما تخيل في الذهن، أو خطر بالبال؛ فإن الله تعالى بخلافه يعني إذا تخيل الإنسان أن سمع الله كذا وكذا، أو أن بصره كذا وكذا، أو أن كيفية نزوله كذا وكذا، أو كيفية مجيئه، أو كيفية استوائه كذا وكذا، فكل ذلك ليس بمطابق؛ وذلك لأن المخلوق بأفكاره يضعف عن أن يتخيل صفات الله؛ لقوله تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا .

line-bottom